عودة السياحة

• قطاع الموانئ
• أخبار الصناعة
• أكتوبر 26, 2021

شهد الأسبوع الثالث من شهر أكتوبر عودة سفن السياحة الدولية إلى الإبحار، بعد واحد وعشرين شهرًا من التوقف، وهو ما يمثل انفراجة كبيرة لمنظمي الرحلات وبعض الاقتصادات العالمية المعتمدة على السياحة. 

وقد رحبت الوجهات السياحية، بدءًا من ألاسكا وجزيرة سانت كيتس إلى مرتفعات اسكتلندا، بالمسافرين مع التزامها بتطبيق إجراءات صارمة شملت إلزام الأفراد ممن تخطوا 12 عامًا بالتطعيمات، وضرورة إبراز نتائج سلبية لفحص (PCR) في غضون 72 ساعة من صعود السفينة، والالتزام بالتباعد الاجتماعي طوال فترة الإقامة داخل البلاد. 

وعلاوة على ذلك، فرض بعض منظمي الرحلات شروطًا أخرى شملت قيودًا على تعامل الركاب وطواقم السفن مع السكان فور وصولهم إلى الميناء، مما أثار تساؤلات حول حدود التوازن بين الالتزام بقواعد السلامة من جهة والحفاظ على جاذبية الرحلات البحرية من جهة أخرى. 

ولاشك أن هناك رغبة مفهومة لدى منظمي الرحلات وأصحاب العلاقة بعودة قطاع السياحة إلى العمل بكامل طاقته الاستيعابية في أقرب فرصة ممكنة، وذلك بعدما كان القطاع من بين الأكثر تضررًا بالجائحة حين انخفضت قيمة الأسهم لدى بعض كبار منظمي الرحلات، مثل "كارنيفال كوربرايشن" و"رويال كاريبيان جروب"، بنسبة 80%.  

ومن جهة أخرى، تتحلى القطاعات الحكومية ومسؤولو الأقاليم ببعض الحذر لتفادي معدلات الإصابة الشديدة التي ظهرت على متن السفن السياحية بين مارس ومايو من عام 2020.  

وبين هذا وذاك، يأتي المزاج العام للمتعاملين متفائلًا إزاء إجازات الرحلات البحرية فيما يُعدّ مؤشرًا إيجابيًا، فقد أشارت نتائج استطلاع أجرته الجمعية الدولية لخطوط السـياحة البحرية، وشمل أربعة آلاف مصطاف من ثمانية بلدان، إلى أن 74% ممن سبق ذهابهم في رحلات بحرية يُرجح أن يعاودوا التجربة في الأعوام المقبلة، وأن ثلثي هذه النسبة يعتزمون السفر في العام الحالي بينما ينوي 58% من السياح الدوليين، الذين لم يسبق لهم الذهاب في رحلات بحرية، خوض تلك التجربة في غضون الأعوام القليلة القادمة. 

وفي سياق متصل، تشير التقارير الأوّلية إلى اختلاف طبيعة الرحلات باختلاف الجهات المنظّمة، بينما تتولى  السلطات المختصة في كل منطقة تحديد درجة احتكاك المسافرين بالسكان المحليين. 

هذا وقد حققت إمارة أبوظبي، بفضل منهجها للتعامل مع الجائحة، أحد أعلى معدلات التطعيم العالمية لكل فرد، مما أثمر عن قرار الإمارة بعودة خطوط الرحلات البحرية بل وتمكين المسافرين من التمتع بكل ما تقدمه أبوظبي شرط حصولهم على التطعيم الكامل.  

وفي هذا الصدد، رست سفينة "ماين شيف 6"، المملوكة لشركة توي للرحلات البحرية، يوم 26 أكتوبر في محطة أبوظبي للسفن السياحية ضمن مسار رحلتها الإقليمية الذي يشمل أيضًا دبي وشاطئ صير بني ياس للسفن السياحية وغيرهما. 

رحبت محطة أبوظبي للسفن السياحية بالزوار، بعد أن رست سفينتهم في الإمارة. وقد صُممت تلك المحطة خصيصًا لضمان سلامة ضيوفها الدوليين كما أنها تحظى بالخبرات التشغيلية اللازمة للتعامل مع معدلات النمو الكبيرة في رحلات السياحة البحرية الوافدة إليها، حيث تجاوز عدد زوار القادمين في تلك الرحلات عتبة النصف مليون زائر في عام 2016، لتسجل أعدادهم بذلك زيادة بنسبة 46% على أساس سنوي، كما شهدت المحطة أيضًا زيادة بنسبة 43% في رسو سفن الرحلات البحرية إلى 192 سفينة. 

 ولتعزيز إجراءات وقاية المقيمين والمسافرين وأطقم السفن، سوف تُعقَّم مرافق محطة السفن السياحية بصفة يومية كما ستُطبق خطة طوارئ شاملة للتعامل مع الحالات الإيجابية للفيروس داخل المحطة بهدف الحدّ من مخاطر احتكاك الحالات الإيجابية بالسكان المقيمين داخل البلاد.