ميناء خليفة يجسد تسعة أعوام من النمو المتسارع

• قطاع الموانئ
• أخبار الصناعة
• ديسمبر 17, 2021

لطالما كان شهر ديسمبر استثنائياً في دولة الإمارات، وقد زادت أهمية الشهر بشكل لافت في عام 2021 حينما شاركنا جميعاً في الاحتفال بالذكرى الخمسين لتأسيس الدولة، وما شهده ذاك اليوم من فرص لتسليط الضوء على أهم الإنجازات المتحققة ومظاهر التقدم المحرز. 
 
وفي السياق ذاته، يُعدّ شهر ديسمبر استثنائياً لمجموعة موانئ أبوظبي، إذ شهد 12 ديسمبر من عام 2012 قيام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، بافتتاح ميناء خليفة الذي يُعدّ أول ميناء مياه عميقة شبه آلي في منطقة مجلس التعاون الخليجي. 
  
لا يقتصر التفوق الإقليمي لهذا الميناء على ذلك، إذ أنه مجهز بكاسر أمواج يمتد على طول 8 كيلو مترات. وقد صُمم ميناء خليفة بما يضمن الحدّ من التأثيرات على الحياة البحرية في تلك المنطقة، مع توفير طاقة استيعابية كبيرة للشحن العام، والحاويات، والبضائع المدحرجة، والشحنات السائبة. كما ستتوفر قريباً إمكانية تخزين السوائل والغازات فضلاً عن تخزين الحبوب ومعالجتها ضمن الميناء. 
  
ونحن هنا نسلط الضوء على ميناء خليفة وتحوّله إلى أسرع الموانئ نمواً في العالم، مستمدين في ذلك الإلهام من مكانتنا الريادية وقدرتنا على مواكبة تطلعات قيادتنا. 
  
يحظى ميناء خليفة بأحدث البنى التحتية البحرية التي تشمل 33 من أكبر رافعات الرصيف العالمية، والمخصصة لنقل المواد من السفن إلى الشاطئ. ولا شك أن نجاح هذا الميناء يستند إلى ما هو أكثر من مجرد الأجهزة والتكنولوجيا. إنها القدرة على التنبؤ باحتياجات العملاء المستقبلية وبناء شراكات موثوقة على الصعيدين الاستراتيجي والتشغيلي. 
 
 واستناداً إلى النجاح الذي حققته مرافئ أبوظبي، وقَّعت مجموعة موانئ أبوظبي عقد امتياز مدته 35 عاماً مع شركة "كوسكو الملاحية للموانئ المحدودة" في عام 2016، لتشغيل محطة كوسكو أبوظبي للحاويات. وبهذا تكون المحطة أول شركة تابعة لـ"شركة كوسكو الملاحية للموانئ المحدودة" تُستحدث في الخارج بطاقة استيعابية سنوية قدرها 2.5 مليون حاوية نمطية، ومجهزة بأكبر محطة شحن للحاويات في الشرق الأوسط.  
  
أسهمت محطة كوسكو أبوظبي للحاويات، منذ افتتاحها رسمياً في 10 ديسمبر 2018، بشكل ملحوظ في الاستراتيجية الخمسينية للاقتصاد الكلي التي تستهدف دفع النمو وجذب الاستثمارات إلى الإمارات، كما أنها مركز بحري استراتيجي ضمن مبادرة الحزام والطريق الصينية. 
  
وفي سياق متصل، شهد عام 2018 إبرام مجموعة موانئ أبوظبي شراكة مع محطة "أوتوتيرمينال برشلونة" لإطلاق مشروعنا المشترك، أوتوتيرمينال ميناء خليفة. وتأتي هذه المحطة المتطورة لإدارة البضائع المدحرجة والمجهّزة بمركز فني، لتصبح الوجهة المفضلة لأنشطة توزيع السيارات من منطقة الخليج وإليها. وقد شهد العام ذاته، تم إبرام اتفاقية الامتياز مع شركة أم أس سي العالمية لمدة 30 عاماً، لترقية المعدات التشغيلية لمضاعفة أعداد الرافعات الجسرية العملاقة، ومضاعفة طاقتنا الاستيعابية في الوقت ذاته. 
  
 وبعدها بعامين، وقّعنا اتفاقية مع الشركة العربية للمحطات الكيميائية - أبوظبي، والتي ستتولى الإشراف على إنشاء محطة تجارية مستحدثة لتخزين الغازات والسوائل السائبة في ميناء خليفة، لتكون المحطة هي الأولى من نوعها في الإمارة. ومع اكتمال إنشائها، سوف تتضمن أعمال تلك المحطة مناولة المنتجات السائبة بما يشمل الزيوت النباتية، وكيماويات الدهون، والقار/البيتومين، والغازات المسالة، والمنتجات النهائية من البتروكيماويات، والهيدروكربونات، والوقود، فضلاً عن الغازات غير السائلة والكيماويات التخصصية والكيماويات المميزة.  
  
 هذا ولم يكن عام 2021 مختلفاً على صعيد تحقيق الإنجازات الهامة، والتي كان أبرزها إبرام عقد امتياز مدته 35 عاماً مع شركة سي أم ايه - سي جي أم. وفي هذا الصدد، تضطلع محطة حاويات مخصصة بشؤون العمليات التشغيلية لشركة سي أم ايه - سي جي أم، وقد حُدد عام 2024 موعداً لافتتاحها لتعمل بطاقة استيعابية أولية قدرها 1.8 مليون حاوية نمطية. 
  
يساهم تشغيل الرصيف الجنوبي، رغم عدم اكتماله، في زيادة الطاقة الاستيعابية لمناولة البضائع العامة والبضائع السائبة، وهو ما يؤكد التزامنا بتلبية الاحتياجات المخصصة لجميع متعاملينا. كما أن تشغيل الرصيف الجنوبي، مقترناً بتفعيل الخدمات اللوجستية لميناء خليفة، يثمر حيزاً أكبر لإدارة مجموعة متنوعة من البضائع. 
  
وقد شهدت بداية عام 2021 أيضاً الإعلان عن اتفاقية مساطحة مع "أنكوراج للاستثمار"، مدتها 50 عاماً، لتطوير محطة لتخزين ومعالجة الحبوب تتولى إدارتها شركة "الوطنية للأعلاف" الخبيرة بالمجال. وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز منظومة الأمن الغذائي والتجارة على الصعيد الوطني. 
  
 لا تقتصر مزايا ميناء خليفة على عمليات التطوير والاستثمارات المباشرة، إذ يحتل الميناء موقعاً استراتيجياً في قلب المناطق الحرة الآخذة في التوسع، والتي يستفيد كل منها من مرافق الميناء. وعلاوة على ذلك، سيصبح ميناء خليفة أول موقف تجاري على خط الاتحاد للقطارات داخل دولة الإمارات، مما سيعزز حركة شحن البضائع بدرجة كبيرة. 
 
 وختاماً، فقد أظهر ميناء خليفة خلال فترة الجائحة مرونة يُضرب بها المثل. ولا بد لنا هنا أن نذكر باعتزازنا بكافة العاملين بالميناء الذين أثمرت جهودهم الدؤوبة في تميّز ميناء خليفة ووصوله إلى المكانة التي يتبوأها اليوم. لقد أصبح الميناء مركزاً إقليمياً لثلاث من أكبر أربع شركات للشحن البحري في العالم، كما أنه الميناء الأسرع نمواً في العالم (حسب قائمة "لويدز")، والحائز على لقب "ميناء العام" من جوائز ماريتايم ستاندارد للعام الخامس على التوالي. 
  
اليوم نتطلع لمواجهة التحديات للوصول إلى الذكرى السنوية العاشرة لتأسيس مجموعة موانئ أبوظبي، والتي تصادف عام 2022، بينما نواصل السير على خطى قيادتنا وأمتنا التي أظهرت قدرتها على تحقيق الريادة وبناء مستقبل أفضل.