عام تاريخي لمجموعة موانئ أبوظبي

• مجموعة موانئ أبوظبي
• أخبار الصناعة
• يناير 26, 2022

دفعت الظروف الاستثنائية قطاعات الأعمال إلى التأقلم وسرعة الاستجابة على امتداد قطاعات التجارة العالمية والخدمات اللوجستية، وذلك في فترة شهدت تأخر وصول البضائع بسبب التكدس الذي عانته كبرى الموانئ ومحطات الحاويات العالمية. 
  
شهد عام 2021 تخفيض التعريفات الجمركية الحكومية، واستحداث برامج تحفيز للشركات كي تصمد في ظل تحول أغلبها إلى وضعية تخفيف المخاطر. وفي هذا الصدد، واصلت مجموعة موانئ أبوظبي تلبية المتطلبات، بل وتجاوزها، لتنجح في تنمية قطاعاتها الخمسة على نحو ملحوظ.  
  
والمحصّلة أن عام 2021 كان ناجحاً على العديد من مستويات أعمالنا، نظراً لجهودنا في دفع الابتكار وبناء الشراكات وعلاقات التعاون. وقد برز هذا النجاح في توسيع عمليات سلاسل التوريد، وتشجيع الاستثمارات الأجنبية المباشرة، ومواصلة الإنفاق على أعمال كبرى لتطوير البنية التحتية. 
  
وعلاوة على ذلك، فقد حققنا في عام 2021 نمو بمعدل عشري، نتيجة للاستثمارات الجديدة، كما جاء ارتفاع الإيرادات مقترناً بزيادة كميات الشحن العام وإنتاجية الحاويات، وهو ما رفع معدل نمو الإيرادات بنسبة 22%، على أساس سنوي، خلال الأرباع الثلاثة الأولى من العام. 
  
نجحت المجموعة أيضاً في إصدار سندات بقيمة 1 مليار دولار أمريكي، في مسعى منها لتعزيز السيولة المالية وإعادة هيكلة الديون، وقد أُدرجت تلك السندات بالأساس في سوق لندن للأوراق المالية لتتجاوز طلبات الاكتتاب في ذروتها الكمية المتاحة بمقدار أربعة أضعاف ونصف، وهو ما يؤكد قوة علامتنا التجارية في السوق وأدائها بصفتها أحد الأصول الأساسية.  
 
وفي سياق متصل، تضمنت الأخبار التشغيلية الهامة توقيع عقد امتياز يمتد إلى 35 عاماً مع شركة سي أم ايه - سي جي أم، لإنشاء محطة حاويات جديدة في ميناء خليفة بقيمة 154 مليون دولار أمريكي، وبهذا يتحول الميناء إلى مركز لثلاث من أكبر أربع شركات للشحن البحري. وعلاوة على ذلك، فقد أُبرمت أربعة اتفاقيات استراتيجية ومذكرة تفاهم مع شركة تطوير العقبة، لتقدم مجموعة موانئ أبوظبي بموجبها خدمات الدعم لتطوير قطاعات السياحة والخدمات اللوجستية والنقل والبنية التحتية الرقمية داخل منطقة العقبة.  
  
ترتبط الشراكات الاستراتيجية في منطقة العقبة بتطوير أرض  مساحتها 1.2 مليون متر مربع - ضمن مشروع مرسى زايد - لأغراض السياحة الترفيهية والإقامة، وتطوير محطة جديدة للسفن السياحية في ميناء العقبة لاستقبال زوار البحر الأحمر القادمين على متن السفن السياحية، وتطوير نظام مجتمع الموانئ الرقمي المتقدم (مقطع آيلة)، وتطوير مطار الملك حسين الدولي. 
  
وعلاوة على ذلك، تشهد تلك الشراكات الاستراتيجية توقيع مذكرة تفاهم لدراسة تطوير وتحديث ميناء متعدد الأغراض بمرافق عالمية المستوى لمناولة البضائع المدحرجة والبضائع العامة وشحنات الحبوب الغذائية والمواشي.  
  
ولقد شهد عام 2021 أيضاً تكليف مجموعة موانئ أبوظبي ببحث فرص تطوير وتشغيل بنية تحتية جديدة للسفن السياحية في مملكة البحرين التي شهدت زيادة كبيرة في معدل الزيارات السنوية، حيث سجلت أعداد المسافرين فيها رقماً قياسياً بلغ 130,778 مسافر خلال عام 2019.  
  
هذا وتهدف المرحلة الأولى من التعاون مع شركة "ديار المحرق" و شركة "إيجلز هيلز ديار" إلى تحديد الفرص الاستثمارية وتطوير بنية تحتية وخدمات جديدة، كما ستتولى مجموعة موانئ أبوظبي الإشراف على العمليات التشغيلية للمرفق الجديد بُعيد اكتماله. 
  
وقعت مجموعة موانئ أبوظبي اتفاقية مساطحة مدتها 50 عاماً مع "أنكوراج للاستثمار"، وذلك بغرض تطوير محطات لتخزين ومعالجة الحبوب في ميناء خليفة تتولى إدارتها شركة الوطنية للأعلاف. وتهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز القدرات المتعددة لميناء خليفة ودعم أنشطتنا على صعيد سلاسل توريد الغذاء الإقليمية. 
  
ويشير تصميم هذا المرفق إلى تمتعه بطاقة استيعابية أولية تُقارب 300 ألف طن، كما أنه يشتمل على قدرات لتخزين ومعالجة الحبوب لتحويلها إلى مكونات رئيسية للأغذية والأعلاف. 
  
ومن جهة أخرى، فقد نالت مؤسستنا اعتماد "ممارسات التوزيع الجيدة" عن مناولة وتخزين المنتجات الدوائية واللقاحات ضمن درجات حرارة متنوعة. ويأتي هذا الإنجاز في إطار التزامنا برؤية حكومة دولة الإمارات لتحويل أبوظبي إلى مركز عالمي مرموق للرعاية الصحية وعلوم الحياة. وبفضل تلك الجهود، حصدت "موانئ أبوظبي للخدمات اللوجستية" التابعة لمؤسستنا إقراراً رسمياً بالتزامها بأعلى معايير الحفاظ على جودة وفاعلية الصناعات الدوائية.  
  
وبصفتها عضواً مؤسساً في "ائتلاف الأمل"، الذي يضم لفيفاً من رواد القطاع الهادفين للتغلب على تحديات توزيع اللقاحات، ستواصل مجموعة موانئ أبوظبي استغلال قدراتها اللوجستية للرعاية الصحية في دعم دور الإمارات الحيوي ضمن الجهود العالمية لمكافحة جائحة (كوفيد-19).  
  
وقد نجح "ائتلاف الأمل" في تجاوز الهدف الذي حدده بتوزيع 200 مليون جرعة من اللقاحات في 40 بلداً. ويأتي نجاح هذه العمليات اللوجستية الهائلة، التي يندر مثيلها، لتأكيد قدرة مجموعة موانئ أبوظبي على العمل مع الشركاء المؤسسين من أجل تلبية الاحتياجات العالمية الأساسية على وجه السرعة. 
  
هذا ويواصل "ائتلاف الأمل" جهوده للحدّ من مخلفات اللقاحات والإسراع ببرامج التلقيح العالمية من خلال تقديم خدمات تطعيم داخل بلدان مختلفة. 
  
وفي سياق متصل، وقعت مجموعة موانئ أبوظبي اتفاقية أولية مع الشركة العامة لموانئ العراق لدراسة الفرص الممكنة في قطاعي الخدمات اللوجستية والخدمات البحرية. وتتضمن الاتفاقية تسليم إدارة وتشغيل الموانئ والمناطق الاقتصادية والبنى التحتية الأخرى التابعة للشركة العراقية إلى مجموعة موانئ أبوظبي، وتفعيل اتفاقيات لتطوير البنية التحتية العراقية مثل تطوير شبكات الطرق والسكك الحديدية لربط ميناء الفاو العراقي بالأسواق التركية والأردنية. 
   
ورغم الصعوبات التي ما زالت تواجه سلاسل التوريد، فإننا نواصل جهودنا التوسعية والاستثمارية، وذلك بما يشمل المرفق الوحيد لدينا على الساحل الشرقي للإمارات، وهو مرافئ الفجيرة. ولقد أثمرت استثماراتنا الضخمة عن رفع إنتاجية الشحن العام إلى 1.3 مليون طن، وإنشاء منطقة متعددة الأغراض للشحن العام على مساحة 25,000 متر مربع، وزيادة طاقة استيعاب الحاويات إلى 720,000 حاوية نمطية، مع محطة حاويات تبلغ مساحتها الإجمالية 110,000 متراً مربعاً.  
  
أما على صعيد القطاع البحري، فقد بدأت مجموعة سفين، الذراع البحرية لمجموعة موانئ أبوظبي، عمليات إعادة الشحن مع شركة حديد الإمارات في إطار اتفاق يمتد لعشرة أعوام. ويُعدّ هذا الاتفاق أحد أكبر اتفاقات إعادة الشحن السارية داخل منطقة الخليج العربي (من حيث الكمية)، كما تتولى تنفيذه أكبر سفينة تجارية للبضائع السائبة تحمل العلم الإماراتي بالإضافة إلى ثلاث عبارات أوتوماتيكية ذاتية التفريغ، ومجموعة متنوعة من الأصول البحرية مثل القاطرات البحرية والزوارق السريعة. 
  
ومن جهة أخرى، تواصل شركة "سفين فيدرز" لخدمات إعادة الشحن البحري، التابعة لمجموعة موانئ أبوظبي، سلسلة نجاحاتها مع التحاق سفينة حاويات جديدة بالأسطول، مما يزيد مرونة العمليات ويضمن توفير حلول ذكية ومستدامة ومعقولة التكلفة للمتعاملين الكرام. 
  
تأسست "أبوظبي البحرية" لضمان أمان واستدامة المياه في إمارة أبوظبي، وقد أوفت بالتزامها بتحويل الإمارة إلى مركز رائد في مجال الأنشطة البحرية بعدما استكملت عدداً من المبادرات في عام 2021. وتشمل تلك المبادرات تدشين خدمات ترخيص الدراجات المائية، وتوفير أول خرائط شاملة للسلامة البحرية لتعزيز مستويات الأمن والسلامة خلال ممارسة الأنشطة الترفيهية في الممرات المائية التابعة للإمارة، بما يعود بالنفع على المجتمع. 
   
ونحن نعمل حالياً مع الذراع التجاري لوزارة النقل المصرية على تطوير وتشغيل محطة متعددة الأعراض في ميناء سفاجا، في ضوء التزامنا بالتعاون مع الدولة المصرية. وتهدف تلك الخطوة إلى تعزيز نمو قطاعات الصناعة والخدمات اللوجستية في الشرق الأوسط، والمساهمة في فتح أسواق جديدة للصادرات المصرية عبر توفير خدمات بحرية مباشرة في مناطق الخليج العربي وإفريقيا وشرق آسيا، وذلك لنقل صادرات مصر التي يعزز موقعها الاستراتيجي من قدرتها على منافسة بلدان أخرى تصنّع منتجات صناعية مماثلة. 
  
ولدعم مستهدفات السلامة والصحة والبيئة، فإننا نسعد بتأكيد الأنباء الواردة عن تخطيط شركة "هيليوس للصناعة" لإطلاق منشأة لإنتاج الأمونيا الخضراء في "كيزاد"، بقيمة 3.67 مليار درهم، وذلك لبيع الأمونيا الخضراء في الأسواق الإقليمية والدولية. ويُتوقع أن تنتج المنشأة 200 ألف طن من الأمونيا الخضراء باستعمال 40 ألف طن من الهيدروجين الأخضر، وأن تستخدم الطاقة الشمسية لأعراض التحليل الكهربي للمياه وشطر الجزيئات إلى هيدروجين وأكسجين. وبهذا يُتوقع أن تقلل المنشأة من انبعاثات الكربون بواقع 600 ألف طن سنوياً، وهو ما يعادل كمية الملوثات الناتجة عن ما يقارب 140 ألف مركبة. 
  
واعترافاً بهذه الجهود، تواصل مجموعة موانئ أبوظبي التقدم على قائمة «لويدز» لأفضل 100 ميناء في العالم، حيث حقق ميناء خليفة إنجازاً غير مسبوق بتحقيقه للمركز (56) في عام 2021، كما احتفظ بجائزة "أفضل مشغّل ميناء" الصادرة عن المؤسسة ذاتها للعام الثالث على التوالي. وعلاوة على ذلك، فقد فاز قطاع الموانئ لدينا بجائزة للتميز على صعيد الخدمات اللوجستية. 
  
لقد أدت هذه الاتفاقيات وعمليات التطوير الكبرى التي شهدها عام 2021 إلى دفع استراتيجيتنا الحالية نحو مشاركة خبراتنا عالمياً وتطوير مرافق الموانئ ودراسة فرص جديدة لتنمية الخدمات اللوجستية على الصعيد الدولي. 
  
وفي هذا الصدد، قال معالي فلاح محمد الأحبابي، رئيس مجلس إدارة مجموعة موانئ أبوظبي إن المجموعة بدأت عام 2021 برؤية واضحة ترمي إلى تحقيق نمو استراتيجي والارتقاء بالأداء والازدهار الاقتصادي لإمارة أبوظبي ودولة الإمارات العربية المتحدة عموماً إلى مستويات أعلى. وقد حرصنا خلال عام 2021 على إبرام شراكات استراتيجية راسخة وتنفيذ مشروعات طموحة على امتداد قطاعات أعمالنا وأصولنا بما يتماشى مع الرؤية بعيدة المدى لقيادتنا الرشيدة، الأمر الذي أسهم في توسيع نطاق حضورنا على خريطة التجارة والصناعة في المنطقة. كما تتيح المشاريع التطويرية المستمرة لقدارتنا البحرية والصناعية واللوجستية خلال العام المقبل تلبية الاحتياجات المستقبلية للأسواق التي يزداد اعتمادها يوماً بعد يوم على التقنيات الرقمية المتطورة، كما تمكّننا من تعزيز الاقتصاد غير النفطي للإمارة. 
  
وفي السياق ذاته، أوضح الكابتن محمد جمعة الشامسي، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ أبوظبي أنه على الرغم من أن التعافي من تبعات التباطؤ الاقتصادي الذي شهده العام الماضي كان من أبرز سمات جهود العديد من المؤسسات حول العالم خلال عام 2021، إلا أننا فخورون بالجهود التي بذلناها لتطوير المشهد التجاري واللوجستي والصناعي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبمساهمتنا في دفع عجلة النمو الاقتصادي. وقال: "حرصنا خلال عام 2021 على تطوير محفظتنا وتنويعها وتوسيع نطاق خدماتنا في عدد من الأسواق الرئيسية بهدف دعم نمو الأنشطة التجارية على امتداد المنطقة وتحقيق رؤيتنا المتمثلة في إعادة تصور مستقبل التجارة العالمية". 
 
ونحن في مجموعة موانئ أبوظبي ننظر إلى عام 2021 باعتباره عاماً تاريخياً لم يزخر بالإنجازات المُشار إليها فحسب، بل تبوأ أيضاً مكانته في الذكرى الخمسين لعام وطني بامتياز، وهو عام تأسيس دولتنا. وإن هذه الفترة من التأمل تبث فينا روح الاعتزاز بالإنجازات المتحققة، والتطلع إلى الخمسين عاماً القادمة بعزيمة على تجاوز الظروف العالمية دائمة التغير.